اليمن: التنمية المستدامة طريق الخروج من الأزمات
ملخص:
تسببت الصراعات والأزمات في تراجع حاد في مسار التنمية في اليمن، مما أدى إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.
اتجه بعض اليمنيين إلى مبادرات تكيفية تسعى إلى إيجاد حلول مستدامة للأزمات، مثل مشاريع مياه الشرب والزراعة المستدامة والطاقة الشمسية.
يُعدّ توطين التنمية، من خلال مشاركة المجتمع وتمكينه و تعزيز الحوكمة الرشيدة، ضروريًا لضمان مستقبل أفضل لليمن.
يواجه مسار التنمية في اليمن منذ سنوات تراجعًا حادًا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتراجع مستويات الرفاهية. ويرتبط هذا التراجع بعوامل متعددة، أهمها الصراع الدائر في البلاد، والانهيار الاقتصادي، ونقص الموارد، وضعف الحكم.
لقد أدى الصراع الدائر في اليمن إلى تدمير البنية التحتية، وهجرة السكان، وتعطيل النشاط الاقتصادي، مما أثر بشكل عميق على فرص التنمية. تسبب الصراع في انهيار العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الاستثمارات، مما أدى إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.
كما يعاني اليمن من شحّ في الموارد الطبيعية، خاصةً المياه، مما يُشكل تحديًا كبيرًا للتنمية الزراعية والأمن الغذائي. ناهيك عن
ضعف مؤسسات الدولة، وغياب سيادة القانون، وانتشار الفساد، مما يُعيق جهود التنمية.
على الرغم من التحديات، اتجه بعض اليمنيين إلى مبادرات تكيفية تسعى إلى إيجاد حلول مستدامة للأزمات. وتشمل هذه المبادرات على سبيل المثال لا الحصر: إقامة مشاريع مياه شرب أهلية تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير المياه النظيفة للمجتمعات، تبني أساليب زراعية حديثة ومستدامة لتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، واستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المنازل والمزارع، تعويضًا عن نقص إمدادات الشبكة العامة.
تُعدّ التنمية المستدامة مفهومًا شاملًا يتجاوز مجرد النمو الاقتصادي، ليشمل الارتقاء بمستوى المعيشة وحماية البيئة وتحقيق العدالة الاجتماعية. يُعدّ توطين التنمية ضروريًا لضمان استدامتها وفعاليتها، وذلك من خلال إشراك جميع أفراد المجتمع في عملية التخطيط والتنفيذ، لضمان تلبيّة احتياجاتهم الحقيقية، ودعم جهود التنمية الشعبية لتمكين المجتمعات من خلال تزويدها بالمهارات والمعرفة والأدوات اللازمة لتحقيق أهدافها. علاوة على ذلك، لا بد من تعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد لبناء بيئة مواتية للتنمية.
إنّ مساعدة اليمن على تحقيق التنمية المستدامة تتطلب جهدًا متضافرًا من جميع الجهات الفاعلة، مع التركيز على توطين التنمية لجعلها أكثر فعالية واستدامة. وبذلك، يمكن لليمن الخروج من أزماته وتحقيق مستقبل أفضل لشعبه.
Comentários