top of page

أهداف التنمية المستدامة في اليمن: تحسن هامشي وحاجة إلى المزيد من الجهود

تظهر نتائج المسح في #اليمن تحسناً طفيفاً في معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، لا يزال التقزم وانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يعاني منه الأطفال دون الخامسة مصدر قلق كبير.
المياه النظيفية هي أحد أهداف التنمية المستدامة في اليمن
طفلة يمنية تشرب مياه نظيفة

أظهرت بيانات مسح حديثة تحسناً طفيفاً في العديد من مجالات التنمية البشرية في اليمن خلال العقد الماضي؛ وهو مؤشر - وفقا للونيسيف - على أن المساعدات الإنسانية والمحافظة على نظام تقديم الخدمات قد ساهما في استدامة سبل العيش للسكان، على الرغم من ثمان سنوات من الصراع. وقال ممثل اليونسيف في اليمن، بيتر هوكينز، أن البيانات التي تم جمعها تساعد في تقييم التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة في اليمن.


وتظهر نتائج المسح تحسناً طفيفاً في معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، لا يزال التقزم وانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يعاني منه الأطفال دون الخامسة مصدر قلق كبير. يُذكر أن 75 في المائة من الأسر عانت من حالات من انعدام الأمن الغذائي خلال ال 12 شهراً الأخيرة.


تشير البيانات كذلك إلى أن 25 في المائة من الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي لا يذهبون إلى المدرسة، كما أن 53 في المائة ممن هم في مرحلة الدراسة الثانوية لا يذهبون إلى المدرسة أيضاً. وفي حين أن نتائج المسح تشير إلى تحسن طفيف في معدلات الوصول إلى مياه الشرب النظيفة والصرف الصحفي إلا أن 6 من أصل 10 أفراد فقط في كل أسرة يحصلون على ما يكفي من مياه الشرب، فيما يوجد 4 من بين كل 10 لا يمتلكون مصادر مياه داخل منازلهم.


في خضم التحديات الهائلة التي يفرضها الفقر المدقع والصراعات المستمرة، يصبح تحقيق أهداف التنمية المستدامة مهمة شاقة تتطلب اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب. وفي مثل هذا السياق المعقد، تبرز القدرة على الصمود كمفهوم أساسي لتوجيه الاستراتيجيات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة. وتشمل القدرة على الصمود أبعاداً مختلفة، بما في ذلك التنويع الاقتصادي، وإعادة تأهيل البنية التحتية، والاندماج الاجتماعي، والإصلاح البيئي.


ولمعالجة الفقر المدقع في بلد مزقته الصراعات مثل اليمن، يجب أن تركز التدخلات المستهدفة على تعزيز الاقتصادات المحلية من خلال برامج التدريب المهني وتعزيز فرص ريادة الأعمال وخاصة بين المجتمعات المهمشة. وفي الوقت نفسه، يجب توجيه الجهود نحو إعادة بناء البنى التحتية الحيوية مثل مرافق الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية التي دمرتها الحرب لوضع الأساس لتعزيز تنمية رأس المال البشري.


يعد حشد الدعم الدولي أمراً ضرورياً لتسريع عمليات إعادة الإعمار، كما يؤدي تعزيز الشمولية والوصول العادل إلى الخدمات من خلال السياسات المناصرة للفقراء إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وسط الانقسامات الاجتماعية والسياسية. علاوة على ذلك، فإن تعزيز مبادرات بناء السلام داخل المناطق المتضررة من النزاع له أهمية قصوى في معالجة المخاوف المتعلقة بتخفيف حدة الفقر وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.

bottom of page