top of page

احتجاجات شعبية نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن تهدد بمزيد من عدم الاستقرار

احتجاجات شعبية في #حضرموت و #عدن نتيجة تدهور قيمة الريال اليمني والأوضاع المعيشية الصعبة وتزايد اللاعبين السياسين.

تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن
تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن

تشهد أبرز محافظات جنوب اليمن المُحرر، عدن وحضرموت، وفقاً لوسائل إعلام محلية، احتجاجات شعبية على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار تدهور قيمة الريال اليمني والانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي. كما يُثير ظهور كيانات جديدة غضب الخصوم في صراع اليمن متعدد الأوجه واللاعبين.


ويشهد الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً تراجعا ملحوظاً منذ شهر أبريل، وذلك بالرغم من الاستقرار النسبي له منذ أغسطس 2022. تذبذب تقييم العملة بالريال اليمني في السنوات الأخيرة لعدة أسباب منها ارتفاع الطلب الموسمي، وزيادة التجارة الخارجية والسياسة التجارية. إلى جانب ذلك، شهدت أسعار بعض السلع في حضرموت وعدن زيادة ملحوظة خلال 2023 مقارنة ب 2022.


نظراً لمحدودية الدخل ، وانخفاض المساعدة الإنسانية ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ عن المتوسط فإنه من المتوقع أن تظل النتائج السلبية واسعة الانتشار. وهناك توقعات بزيادة انعدام الأمن الغذائي في اليمن. من المُحتمل أن تتعرض محافظات عدن ولحج وأجزاء من تعز وأبين وشبوة والضالع إلى حالة انعدام أمن غذائي حاد حتى ديسمبر 2023 على أحسن تقدير.


وقد سبق وأن توقع الخبراء تدهور كبير في قيمة الريال اليمني وعجز حكومي عن دفع مرتبات القطاع العام بعد توقف صادرات النفط نتيجة هجوم حوثي بطائرات مسيرة على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة، جنوب شرق البلاد، أواخر العام 2022. ومع ذلك، تمكنت الحكومة من الصمود، لكن، من غير المُتوقع أن تبقى كذلك لفترة طويلة من الزمن؛ إذ توجد حاجة ماسة لإيرادات النفط، مصدر الدخل الأساسي للحكومة.


دائماً ما تشهد المناطق الساحلية من اليمن انقطاعات متكررة وطويلة في التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف من كل عام؛ وذلك لأسباب متعددة تشمل نقص الوقود وضعف القدرة التوليدية وتقادم شبكة التوزيع. يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في معاناة لسكان هذه المناطق الحارة، حيث يمكن أن تفوق درجة الحرارة الأربعين درجة مئوية.


يساهم كل من انقطاع التيار الكهربائي وتدهور الريال اليمني في احتجاجات شعبية متكررة منذ بداية الأزمة في اليمن في العام 2010، وتطور الأزمة إلى صراع مسلح في العام 2014 نتيجة سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ونفي الحكومة الشرعية.


مؤخراً، وكأحد أدوات تسوية الصراع في البلاد، تم تكوين عدد من الكيانات الجديدة، مثل مجلس حضرموت الوطني، على ما يبدو لإشراك أكبر عدد ممكن من الجماعات في الحوار السياسي ومشاورات تحديد مستقبل البلاد. ومع ذلك، ينظر البعض إلى الكيانات الجديدة على أنها محاولة لموازنة القوى لامحلية في البلاد، خصوصاً موازنة المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وهو ما يثير انقسامات ملحوظة في جنوب اليمن.


يتطلب تحقيق سلام دائم في اليمن أكبر مشاركة ممكنة لمختلف الجماعات، بما في ذلك الشباب والمرأة والفئات المهمشة، ومع ذلك، هناك حاجة ماسة كذلك لتجنب خطاب الكراهية والتحريض، ومقاومة التطرف، وتحقيق مستوى معقول من الأمن الاقتصادي. بدون ذلك، ستبقى أسباب الصراع كامنة، وما يلبث عدم الاستقرار أن يهدأ حتى يعود من جديد.


مؤخراً، أشار بيان صحفي صادر عن مجلس الأمن إلى أنه لا يوجد تقدمّ في محادثات السلام في اليمن منذ زيارة الوفد السعودي لصنعاء. وفي إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، أخبر الممثل الخاص هانز جروندبرج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن القتال على الثروة الاقتصادية في اليمن"أصبح لا ينفصل عن الصراع السياسي والعسكري".

bottom of page