top of page

الزراعة في اليمن: كيف يمكن للزراعة تنشيط الاقتصاد المدمر

زراعة الأمل: كيف يمكن للزراعة إعادة بناء اقتصاد اليمن


صورة الغلاف: مزارعون يمنيون يعملون في الحقل. مصدر الصورة: البنك الدولي.


الخلاصة:

قطاع الزراعة في اليمن: الطريق إلى التعافي الاقتصادي

• أدى الصراع في اليمن إلى إلحاق أضرار جسيمة بالقطاع الزراعي، مما أثر على ثلاثة من كل أربعة يمنيين.

• على الرغم من الدمار، توفر الزراعة طريقاً فريداً للمضي قدماً، حيث توفر دخلاً فورياً وأمناً غذائياً.

• يمكن للقطاع الزراعي المزدهر أن يخلق فرص العمل، ويجذب الاستثمار، ويمهد الطريق ليمن أكثر سلاماً وازدهاراً.

• يمكن أن يؤدي تعزيز إنتاجية وربحية المحاصيل والماشية الحالية إلى تمكين المزارعين اليمنيين وتقليل الاعتماد على الواردات.

• إن تنويع المحاصيل، مثل الفواكه والخضراوات والمكسرات والتوابل، يمكن أن يقلل من التعرض للصدمات المناخية ويزيد من عائدات التصدير.

• إن تشجيع الصناعة الزراعية، التي لها تاريخ غني في تصنيع المنتجات الزراعية، يمكن أن يخلق منتجات ذات قيمة مضافة قادرة على المنافسة عالمياً وتعزيز النمو الحضري.

 

لقد دمر الصراع في اليمن القطاع الزراعي، الذي يعد شريان الحياة للملايين؛ حيث يعتمد ثلاثة من كل أربعة يمنيين على الزراعة لكسب عيشهم، وقد ألحقت الحرب أضرارا جسيمة بالمحاصيل والماشية والبنية التحتية والأسواق. ترسم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) صورة قاتمة: تعطل التجارة، ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية، وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، هي السمات المميزة لنظام غذائي معطل.


ومع ذلك، وسط الدمار، لا تزال هناك بذرة أمل. إن إعادة بناء الاقتصاد الذي مزقته الحرب تتوقف على تعزيز النمو الاقتصادي. ويبشر النمو بمستقبل أفضل، ويعزز التماسك الاجتماعي ويحد من التوترات. في حين أن الصناعات التقليدية قد تكون في حالة خراب، فإن الزراعة توفر طريقًا فريدًا للمضي قدمًا. فهو قطاع يستفيد من المهارات الموجودة داخل المجتمعات الريفية، مما يوفر دخلاً فوريًا وأمنًا غذائيًا. ومن ثم يمكن للقطاع الزراعي المزدهر أن يصبح محركًا للتنمية الاقتصادية الأوسع، مما يخلق فرص العمل، ويجذب الاستثمار، ويمهد الطريق ليمن أكثر سلامًا وازدهارًا.


هناك عدة طرق يمكن للزراعة من خلالها دفع عجلة التعافي الاقتصادي في اليمن. أولا، من خلال زيادة إنتاجية وربحية المحاصيل والماشية الموجودة. إن تحسين الوصول إلى الموارد الأساسية مثل البذور عالية الجودة والأسمدة وأنظمة الري سيمكن المزارعين اليمنيين. وهذا لا يعزز الأمن الغذائي المحلي فحسب، بل يقلل أيضا من الاعتماد على الواردات، ويحرر الموارد لقطاعات أخرى.


ثانيا، التنويع هو المفتاح. يسمح مناخ اليمن المتنوع بزراعة العديد من المحاصيل – الفواكه والخضروات والمكسرات والتوابل – مع ارتفاع الطلب في السوق مقارنة بالمواد الأساسية التقليدية مثل القات. وهذا التنويع يقلل من التعرض للصدمات المناخية ويزيد من عائدات التصدير، مما يعزز الاحتياطيات الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدخال المحاصيل عالية القيمة مثل القهوة والتمور يمكن أن يزيد من تعزيز الربحية ودمج اليمن في الأسواق الدولية المربحة.


وأخيرا، يشكل تشجيع الصناعة الزراعية أهمية بالغة. يتمتع اليمن بتاريخ غني في تصنيع المنتجات الزراعية مثل العسل والقهوة ومنتجات الألبان والجلود والمنسوجات. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا التي عفا عليها الزمن، والبنية التحتية الضعيفة، ومحدودية الوصول إلى التمويل والأسواق، أدت إلى خنق النمو.


إن الاستثمار في تحديث وتوسيع الصناعة الزراعية من شأنه أن يخلق منتجات ذات قيمة مضافة قادرة على المنافسة على مستوى العالم، وتوليد فرص العمل وفرص الدخل خارج بوابة المزرعة. وهذا لن يؤدي إلى تمكين المجتمعات الريفية فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى تعزيز النمو الحضري والتنمية.


إن إعادة بناء القطاع الزراعي في اليمن لا تتعلق فقط بالغذاء؛ إنه يتعلق بالأمل ومستقبل أكثر إشراقًا. ومن خلال تسخير قوة الزراعة، لن يتمكن اليمن من زراعة المحاصيل فحسب، بل يمكن أيضًا أن يشكل أساسًا للسلام والازدهار الدائمين. ويتطلب هذا التنشيط نهجا متعدد الجوانب. يعد الدعم الدولي أمرًا بالغ الأهمية لتوفير التمويل والخبرة الفنية وبرامج التدريب لتزويد المزارعين بالمعرفة والأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الريفية أمر ضروري لتعزيز الاستثمار طويل الأجل والتنمية الزراعية.


لا شك أن طريق اليمن نحو التعافي سيكون طويلاً وشاقاً. ولكن من خلال التركيز على إمكانات الزراعة، تستطيع البلاد أن تنعم بمستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً لشعبها. إن الأرض الخصبة تنتظرنا، ومع الاستثمار والدعم المناسبين، يمكن للقطاع الزراعي في اليمن أن يزدهر مرة أخرى، ليصبح منارة أمل وحافزاً للسلام الدائم.

 

@FAO @UNDP @UN

bottom of page