top of page

دعوات إلى الحكم الذاتي في جنوب اليمن، ماذا يعني ذلك؟

المجلس الانتقالي الجنوبي يدعو إلى الحكم الذاتي للجنوب في #اليمن، لكن كيف يمكن تفسير ذلك في ظل رغبة الجنوبيين بالاستقلال؟

دعوات الى الحكم الذاتي في جنوب اليمن
اجتماع الجمعية الوطنية

دعت الهيئة الإدارة للجمعية الوطنية إلى الإدارة الذاتية في المحافظات الجنوبية من اليمن. كما دعت الجمعية الوزراء الجنوبيين في حكومة المناصفة إلى توضيح جهودهم في تخفيف مُعاناة السكان لكن دون جدوى. إضافة إلى ذلك، دعت الجمعية إلى إدارة جنوبية للبنك المركزي في عدن.


يُذكر أنه قد سبق وأن دعت عِدة جِهات في المحافظات الجنوبية إلى تعليق توريد الأموال إلى الحكومة المركزية في إطار تصاعد الغضب الشعبي نتيجة تردي الخدمات.


والجمعية الوطنية هي أحد مكونات المجلس الانتقالي الجنوبي، ويرأسها أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. يدعو المجلس الانتقالي الجنوبي إلى استقلال المحافظات الجنوبية والعودة إلى الدولة الجنوبية بحدود العام 1990.


وُلد المجلس الانتقالي مما يُعرف ب "الحراك الجنوبي"، وبعد سنوات من النضال تمكّن الحراك السلمي من المساهمة في إدارة الدولة وطرح القضية الجنوبية بقوة، بما في ذلك التفاوض من أجل حل الصراع في اليمن.


ويختلف الاستقلال عن الإدارة الذاتية من حيث أن الأول يعني انفصال كامل عن السلطة المركزية وتكوين كيان جديد، فيما تعني الإدارة الذاتية البقاء ضمن كيان أكبر لكن مع صلاحيات حُكم أوسع للسلطات المحلية أو الإقليم. ومع ذلك، وفقاً للجمعية الوطنية، فإن الدعوة إلى الإدارة الذاتية هو للمرحلة القادمة، بما يُفهم أنه مُقدمة للاستقلال الكامل.


يشير الحكم الذاتي عادةً إلى حق مجموعة أو منطقة في حكم نفسها دون تدخل من أطراف خارجية. في السنوات الأخيرة ، كانت هناك حركة صاخبة بشكل متزايد تدعو إلى مزيد من الحكم الذاتي الإقليمي داخل البلدان في جميع أنحاء العالم. كتالونيا في اسبانيا، سكوتلندا في المملكة المتحدة، وكيبيك في كندا هي من بين بعض الأمثلة.


هناك عدد من الأسباب التي تجعل الناس يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي. في بعض الحالات ، قد يكون الدافع وراء ذلك هو الرغبة في مزيد من تقرير المصير والاستقلال عن الحكومة المركزية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي يفعلون ذلك رداً على عدم المساواة الاقتصادية أو التهميش من الحكومة المركزية.


في الدول التي تعاني صراعاً مثل اليمن، غالباً ما يتم الدعوة إلى منح الحكم الذاتي للسلطات المحلية أو أقاليم محددة؛ لأن ذلك يمكن أن يساهم في حل النزاعات وتقليل فرص المزيد من العنف وإراقة الدماء ، فضلاً عن توفير فرص للتنمية الاقتصادية. كما يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن هذه البلدان مستعدة وقادرة على حكم نفسها بمسؤولية.


جانب آخر يدفع إلى تشجيع الحكم الذاتي قدرة هذا النظام على توفير وسيلة للناس لإسماع أصواتهم والقدرة على تحقيق أهدافهم دون تدخل. في بعض الحالات، قد يكون من الممكن حتى لمجموعات مختلفة داخل المجتمع أن تعيش جنباً إلى جنب بسلام مع بعضها البعض إذا كان لكل منها منطقة حكم ذاتي خاصة بها.


ومع ذلك، ينظر البعض إلى احتمال الانفصال (الاستقلال الكامل) كأحد المخاطر التي من الممكن أن تنجم عن منح الحكم الذاتي. في حالة القضية الجنوبية في اليمن، لا يُعد الاستقلال احتمالاً، بل هدفاً ينادي به الجنوبيون بوضوح، ويحظى بشعبية كبيرة لدى قطاع عريض من الجنوبيين، كما يُنظر إليه كأحد الحلول المُقترحة لحل الأزمة في اليمن.

bottom of page